الــحــنـيــن إلـــى الـــزمــن الـــمــاضـــي


الكثيرمنا أحس بالتغيير الذي طرأ على منظومتنا لكنه لا يعرف السبب ويبقى هذا السؤالمعلقا في ذهنه دون أن يلقى أي جواب  شافي.
شاءت الأقدار في زمننا هذا إلى أن ظهرت مجموعة من العادات الغريبة والدخيلةعلى  عالمنا الإسلامي والمغربي خصوصا.
فيطفولتنا كانت القنوات التلفزيونية تلعب دورا مهما في نشأة الطفل نشأة سليمة أساسهاالدين الإسلامي، وهي في نفس الوقت مدرسة من مدارس الحياة ، وكانت هناك ثوابتلاتتغير بها؛
كانالبث التلفزيوني يبدأ ب:
  • النشيد الوطني
  • ثم يليه تلاوة لما تيسر من القرآن الكريم
  • ويليه الحديث الشريف
  • ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها ( رسوم متحركة)
  • ثم المسلسلات العربية المحترمة والتي كان لايصلنا منها إلا الصالح لان رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء و كانت تحمل في أجندتها ما تحرص على احترامه بدءا بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد.
فكانتالرقابة شديدة على كل ما يعرض في الشاشة الصغيرة؛ فمشاهد ( العُري و الرقص )تُحذف، كل ما يخل بالآداب يُحذف و( الألفاظ البذيئة ) تُحذف وكان وقت الأذانمقدّس، ويليه فترة استراحة للصلاة.
والآن ؟ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان ؟
مشاهدرقصٍ وعريٍ وقُبَل، ومذيعات كاسيات عاريات؛ وخير دليل ما تنقله قنواتنا هذه الأياممن مهرجانات وحفلات لكبار أشباه الفنانين - مع كامل احتراماتي لأصحاب هذا الذوقالغنائي – والآتي أعظم خصوصا ونحن على أبواب فصل الصيف....
وما زادالطين بلة ما جادت به علينا قنواتنا التلفزونية من مسلسلات مكسيكية وتركية دون أنيراعي المسؤول في هذه القنوات لمشاعرنا ومعتقداتنا الدينية، وما يكاد مسلسل ينتهيحتى يأتوك بإعلان للذي سيليه. وتعتبر هذه المسلسلات - ولو أنها لا تستحق أن يطلقعليها هذا الاسم - آخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي ووطننا الحبيب خصوصا؛فلا عادات تتناسب مع عاداتنا،  ولا مفاهيميتقبلها ديننا.
فلايكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل، تحمل في أحشائها ذرية حرام. ونتابع المسلسل بأحداثهالصغيرة والكبيرة، إلى درجة أن بعض المتتبعين لهذه المسلسلات يقضي مآربه الخاصة فيوقت مبكرمن اليوم، ويضع مشاهدة الفيلم "المهزلة" في برنامجه اليومي.
ونحننتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة، ونترقبالأحداث بلهفة عظيمة، ونتحاور ونتناقش: هل ستعود إليه أم لا غير آبهين بأنها زانيةتحمل في بطنها سفح، ضاربين بعرض الحائط كل القيم النبيلة التي تربينا عليها.
فمسلسلواحد كفيل بان ينسف بنا من الأخلاق الكثير، ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا علىالفضيلة والأخلاق، ننسف هذه الفضيلة وهذه الأخلاق أمامهم في جلسة واحدة لمتابعةمسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي ... وننتظرولادتها بفارغ الصبر.
إنهافعلا نهاية الوقار والحشمة لدى شبابنا وشاباتنا ويا ليته من شباب.
ففيالماضي كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان ويتحدى البحر في زمن الغوصمن أجل لقمة العيش  وأصبح ابن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطيرة ولابد من مراعاة مشاعره، ولابد من الانتباه إليه وتتبع خطواته حتى لا يزل وإنأخطأ فهو ( حَـدَث )! ولا يعاقبه القانون.
وابنةالخامسة عشر كانت في الماضي زوجة صالحة وأم على مستوى عال من المسؤولية وأصبح زواجابنة الخامسة عشر الآن فعل يقترب من الجريمة؛ فهي طفلة لا تتحمل مسؤوليةنفسها وقراراتها خاطئة ومشاعرها نزوة مؤقتة تتغير حين تصل مرحلة البلوغ !
ابنةالخامسة عشر في الماضي كانت أم تربي أجيال. وابنة الخامسة عشر في الحاضر مراهقة إنلم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت !
هناك منسيقول أن ذاك زمانهم وهذا زمان آخر، أقول لك أخي انعدام المراقبة العائليةوالتفريط في المبادئ وانعدام الوازع الديني بمباركة من قنواتنا التلفزية هما سببكل ما يقع لشبابنا اليوم.
وتبقىبعض الأسئلة عالقة دون أي جواب
تــــــــــــــــــــرى؟؟؟
لماذالم يراهق شباب  الزمن  الماضي وفتياته ؟
هلالمراهقة مرحلة من اختراعنا نحن ؟
هل نحنمن أوجدها وألصقها في زماننا !
ويبقى كلما سبق ذكره مجرد رأي شخصي يمكن الطعن فيه كل حسب وجهة نظره، فكُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُالْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.


الصـــداقــة كــنــز لا يــفــنـى

ما أجمل أن تجد من يعتني بك ويكون إلى جانبك في الصعاب، وما أجمل أن تجد أمامك من تحكي له كل أحاسيسك ومشاكلك لكي تكون حرا طليقا من هموم الدنيا ومشاكلها، والأفكار التي تثقل كاهلك ولو لبضع دقائق. لكن من الصعب جدا أن تجد هذا الشخص وخصوصا في هذا لعالم الذي نعيش فيه حيث لا يحسن الإنسان سوى المكر والخديعة ونكران الجميل وهذه الصفات هي المتحكمة في جل، إن لم أقل كل، ما يصدر عن الإنسان. وهذه رسالة إلى من استغنى عني: شكراً لأنك تركت مكانك لمن هو " أفضل منك ".. كان عليك أن تخبرني برحيـــــلك.. فقد استضفتــــُك يوماً ما في قلبـــي .. ومن واجب الضيافة عليّ أن أوصلك للباب